My Account Sign Out
My Account
teaching_respect_hero

تعليم الاحترام

بقلم يوهان كريستوف آرنولد Johann Christoph Arnold

5 أكتوبر. 2018

اللغات المتوفرة: español ، 한국어 ، English

2 تعليقات
2 تعليقات
2 تعليقات
    أرسل
  • mahmoud malki

    لقد أعجبني هذا المقال و أشكركم عليه

  • davd henry kenyi

    أعجبني هذا المقال وأريد الحصول على المزيد من الكلمات التي اشعر بها اني ارضي الأب والأم وكيف ارضي الله

أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ يَطُولَ عُمْرُكَ فِي الأَرْضِ الَّتِي يَهَبُكَ إِيَّاهَا الرَّبُّ إِلَهُكَ. سفر الخروج 20: 12

نحن كلنا نعرف وصية الكتاب المقدس التي تُعتبر ركن أساسي من أركان التربية، وهي: "أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ". لكن ماذا تعني هذه الوصية؟ فعلى صعيد الأطفال إنها تعني بالتأكيد وبكل بساطة وجوب تعلّم الأطفال الاحترام. فالأب والأم في نظر الأطفال الصغار يرمزان إلى الله سبحانه تعالى: فلو لم يكرموا آبائهم، فمن أين لهم أن يتعلموا إكرام الله؟ وأما على صعيد الآباء، فتضع هذه الوصية عبئا على كل والد ووالدة، وهو: مسؤولية التأكُّد من أن هذه الوصية تُطاع من قبل أولادهم.

إن الإكرام يبدأ باحترام السلطة الوالدية، المصحوب "بمخافة الله" وأيضا بما يشابهها "مخافة" الوالدين، لأنهما موجودان نيابة عن الله. ولا يعني هذا بطبيعة الحال أن على الأطفال أن يخافوا من الله أو من والديهم. وإنما يعني أنه يجب عليهم وهم يكبرون أن يتعلموا التغلب على الاستقلالية الأنانية الموروثة بالولادة والخضوع للآخرين عندما تستدعي الحاجة.

لكن إذا تحقق الاحترام بوسائل متسلطة ومهيمنة، فسينتج عنها غضب وتمرد. فالأطفال عوضا عن ذلك يجب أن يخضعوا طوعيا للسلطة الوالدية المولودة من المحبة والوقار. ويتطلب هذا جهدا. فلن يحصل الأطفال على الاحترام دفعة واحدة وإنما تدريجيا، بالإضافة إلى أنه يجب رعايته في جو من المحبة والثقة.

لكن لما كان الاحترام عنصرا أساسيا في كل علاقة سليمة، صار من الضروري جدا البدء بتعليم الأطفال الاحترام في عمر مبكر جدا. ويجب أن يترسّخ في خلال السنوات الأربع الأولى، وفقا لما رأيته من تجارب. ففي أغلب الأسر التي لديها أطفال صغار تقع مسؤولية تعليم الاحترام على عاتق الأم كونها على الأرجح في البيت أثناء النهار. وبالتأكيد، يجب على الزوج أن يدعم زوجته دائما، لكن لابد للزوجة أيضا أن تؤسس سلطة والدية خاصة لها كأم؛ وإلا لن يطيعها أطفالها عندما تكون وحدها.

وفي بعض الأحيان يكون هذا الأمر سهلا: إما بتوجيه الطفل بكلمة لطيفة، أو بمناشدة المحبة الفطرية التي في داخله. لكن من ناحية أخرى، يتطلب الأمر في بعض المرات صراعا. فيكون حينئذ من الضروري جدا خوض المعركة في هذا الصراع والفوز بها. أما ظاهرة عدم الاحترام عند الأطفال الصغار فيبدو أن معالجتها ممكنة - فيمكنك دائما استخدام أسلوب "أخرج خارج الغرفة" كقصاص لهم لغاية أن يسمعوا الكلام - لكن معالجتها عند المراهقين تكلّف نزاعا مريرا. لكن وبالرغم من كل شيء، فلو بدت المعركة أمر لابد منه، فيجب مواجهتها وجها لوجه والقتال حتى النهاية.

ومع ذلك، فلابد للاحترام من أن يُكسب بالمودة وليس بالمطالبة به فقط. فعندما يفتقر الأطفال إلى الاحترام للكبار، فإنه عادة ما يرجع السبب إلى أن الكبار أنفسهم يفتقرون في حياتهم إلى الاحترام لأطفالهم. وحتى لو كنت تشعر بأنك تستحق احترام الطفل لك، فإن موقفك المتصلّب لفرض السلطة الوالدية سوف يأتي بنتائج عكسية. فستتضرّر علاقتك مع ولدك على المدى البعيد، ولن تحصد شيئا سوى تصلّب قلبه.

فقد كان لدى والدي شعور قوي بوجوب ترسُّخ السلطة الوالدية بالمحبة، فقد قال:

لو كنا نحن الآباء نحب الله تعالى من كل قلوبنا ومن كل نفوسنا لحصل أولادنا على توقير سليم نحونا، وحصلنا بالمقابل على توقير نحو أولادنا ونحو ذلك السرّ العجيب والرائع بشأن كيفية نمو الطفل وتطوره النفسي. فتوقير تلك الروح الحميمة التي تتحرك بين الوالد والطفل وبين الوالدة والطفل هي العنصر الأساسي للحياة العائلية الحقيقية.

ويقول يسوع المسيح:

لَيسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعظمُ مِن أَن يَبذِلَ نَفَسَه في سَبيلِ أَحِبَّائِه. (يوحنا 15: 13)

فينبغي لوالد الأسرة أن يسيّر أسرته بمثل هذه المحبة وهذا الاحترام، ويجب أن يكون على استعداد للموت من أجل زوجته وأولاده. وهذه القناعة سوف تلهم أولاده لإكرامه وإكرام والدتهم.

يتوقف كل شيء في حياة الطفل على احترام الأب والأم. فمثل هذا الموقف يولّد احترام الإنسان لذاته بالإضافة إلى احترامه للآخرين، والذي بدوره سيأخذ الطفل إلى خدمة الله والبشر.

 

هذه المقالة مقتطفة من كتاب «لماذا يهمنا الأطفال»

teaching_respect_listing
مساهمة من JohannChristophArnold يوهان كريستوف آرنولد

هناك الكثير من المقالات والكتب الإلكترونية المجانية بقلم يوهان كريستوف آرنولد عن الزواج المسيحي واِتِّباع المسيح والصلاة والبحث عن السلام.

اِقرأ المزيد
2 تعليقات