My Account Sign Out
My Account
motherhood_hero

الأمومة

بقلم يوهان كريستوف آرنولد Johann Christoph Arnold

26 يونيو. 2017

اللغات المتوفرة: español ، 한국어 ، English

3 تعليقات
3 تعليقات
3 تعليقات
    أرسل
  • WALEED Y. MATOOKA

    Thanks, God bless you.

  • zakia

    الام هى كل شيى جميل فى ااحياة بارك االه فيكم كلام طيب و جميل

  • osama

    كلام عقلاني واقعي وكل الاديان تؤيده

يَنهَضُ أولادُها فيُبارِكونَها، وزَوجُها يَمدَحُها فيقولُ: "نِساءٌ كثيراتٌ أظهَرنَ قُدْرةً، وأنتِ تَفَوَّقْتِ علَيهِنَّ جميعاً." - سفر الأمثال 31: 28-29

تفكر الأم الحقيقية ليلا ونهارا بخير أطفالها. فهي أول من يثني عليهم ويحرص على راحتهم، وهي أيضا أول من يسعى لحمايتهم عندما تشعر بأنهم قد يكونون في خطر. وهي التي حملتهم في بطنها وتحملت آلام الحمل والولادة، وما زالت تحملهم في قلبها لحد الآن. وغالبا ما تكون نباهتها أسرع وأوضح من زوجها، ولن تسمح لزوجها بالتقليل من شأن اهتماماتها أو محاولة طمأنتها بسهولة. وهي أيضا الأولى التي تلتجئ إلى الله متضرعة له نيابة عن طفلها. وربما هذا هو ما ألهم القول اليهودي القديم: "لا يقدر الله أن يكون في كل مكان في آن واحد، لذلك وهب لكل طفل أم".

عندما يبكي الطفل في الليل، فعادة ما تكون الأم هي الأولى بجانب سريره. فهي تحسّ بألم طفلها إحساسا غريزيا، ولن تتحمله مجرد كعبء مؤلم عليها فحسب بل أيضا كعمل مشرّف لها ومفرح.

إن حساسية الأم ومحبتها لا حدود لهما. فتراها مستمرة في أملها بأولادها لمدة طويلة حتى لو قطع غيرها الأمل فيهم بسرعة، وتصلي من أجلهم حتى لو أدانهم الجميع. بالإضافة إلى أنها تؤمن بدلا عنهم عندما يفقدون إيمانهم.

والأم الطيبة لا تكون قدوة لأسرتها فحسب بل أيضا قدوة لكل من تلتقيه. فتُسعِد فرحتها الآخرين. وبالحقيقة، فإن كل امرأة قد دُعيت لتكون أمّا للآخرين، سواء أمتزوجة كانت أم عازبة، وسواء أتنجب أولادا أم لا تنجب. ثم إنّ الناس يلتفت انتباههم إلى المرأة التي تحب الله، التي يكون اهتمامها الأساسي هو خدمة الآخرين.

وأنا شخصيا لا أوفي أمي حقها مهما شكرتُ الله على محبتها، ولا حتى على علاقتها العميقة مع أبي. وبالرغم من أن والديّ لم يدعوهما الناس بـ "متديّنين" على الإطلاق، إلا أن الأمر كان واضحا لنا نحن السبعة أولاد من أن والدينا كانا يحبان الله تعالى ويحب أحدهما الآخر ويحبان كل واحد منا. وبالرغم من أنه كان واضحا لنا أن والدنا هو رب الأسرة، لكنه من ناحية أخرى لم يتساهل مع أدنى تصرف فيه ولو شيء من عدم الاحترام يصدر من قبلنا تجاه والدتنا.

ونرى العديد من النساء في عصرنا يتمرَّدْنَ على الأمومة. فهُنَّ يَنْسِينَ أن الأمومة هي ليست مجرد مهمة وهبها الله لهنّ فحسب بل أيضا امتياز مشرّف وهبه الله لهنّ. لقد كانت تُعتبر الأمومة سابقا من أسمى الدعوات الإلهية للمرأة؛ أما في الوقت الحاضر فقد تم ازاحتها واستبدالها بمهنة "مُعتبرة"، وصار يُنظر إلى الأمومة على أنها غير مريحة ومصدر إزعاج أو حتى إحراج. صحيح أن العديد من النساء يتمردن على ظلم أزواجهن وعلى فقدان المحبة لديهم، غير أن استيائهن - حتى لو كان مفهوما - لا يحقق إلا القليل في النهاية. (لأن الحلّ يكمن في الجملة التالية). فيا للتحسُّن الذي سيطرأ على الحياة الأسرية لو اعترفنا بالالتباسات وعدم الوضوح الذي عندنا بشأن موضوع دور الرجل ودور المرأة في الأسرة؛ ولو سعينا لإعادة اكتشاف ترتيب الله لكل منهما، وأيضا حينما يأخذ أحدهما الآخر بعين الاعتبار بكامل الاحترام والمحبة!

إن الشيء المثير للإعجاب هو أن النساء يشغَلْن اليوم مناصب مهمة ويستمِرْن بالعمل في وظائفهن لغاية مرحلة الولادة. ولكن عندما يتطلبهن الحمل والأطفال، فلابد لهن من إعطاء الأولوية للأمومة في حياتهن دائما. فيجب عليهنّ أن يَكُنَّ أمهات أولا وأخيرا - ولن يَكُنَّ طبيبات أو معلمات أو محاميات أو مديرات أو محاسبات إلا بعد القيام بدورهن الأمومي. وحاشا لهن أن ينظرن إلى الحمل على أنه أمر يُتأسَّفُ عليه أو يُستاء منه بل ينبغي عليهن أن ينظرن إلى الأمومة على أنها نعمة إلهية موهوبة لهن بقناعة تامة - وأيضا ينبغي عليهن الإيمان بأن في نظر الله لا شيء يستحق التضحية أكثر من الطفل.

من الأمثلة المفضلة للأمومة عندي نجده في الكتاب المقدس في العهد القديم. فقد كانت حَنَّةُ، والدة النبي صموئيل، عاقرة لسنوات طوال لكنها نذرت للربّ إذا رُزقت بطفل فستكرّسه لله. وتحققت أمنيتها أخيرا، وبالرغم من أنها رأت الموضوع صعبا جدا بالتأكيد، فقد أوفت بنذرها وقدمت الصبي إلى الكاهن الذي كان اسمه عالي، ليربيه كخادم من خدام الله. فلم يكافأ إيمانها الطفولي البريء مرة واحدة فحسب بل عدة مرات: فقد رزقهما الله سبحانه تعالى هي وزوجها الذي كان اسمه ألقانَة خمسة أطفال بعدئذ.

 

هذه المقالة مقتطفة من كتاب «لماذا يهمنا الأطفال»

motherhood_listing
مساهمة من JohannChristophArnold يوهان كريستوف آرنولد

هناك الكثير من المقالات والكتب الإلكترونية المجانية بقلم يوهان كريستوف آرنولد عن الزواج المسيحي واِتِّباع المسيح والصلاة والبحث عن السلام.

اِقرأ المزيد
3 تعليقات