My Account Sign Out
My Account
birth_hero

الولادة

بقلم يوهان كريستوف آرنولد Johann Christoph Arnold

25 أغسطس. 2015

اللغات المتوفرة: español ، 한국어 ، English

0 تعليقات
0 تعليقات
0 تعليقات
    أرسل

اَلْمَرْأَةُ وَهِيَ تَلِدُ تَحْزَنُ لأَنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ، وَلكِنْ مَتَى وَلَدَتِ الطِّفْلَ لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ الشِّدَّةَ لِسَبَبِ الْفَرَحِ، لأَنَّهُ قَدْ وُلِدَ إِنْسَانٌ فِي الْعَالَمِ. (يوحنا 16: 21)

في كل مرة يولد فيها طفل، تحلّ الأبدية على عالمنا. ونبتهج كثيرا بوصول إنسان جديد إلينا عالمين أننا حينما نستقبل روح بريئة فإننا نتلقى بذلك شيئا من يدي الخالق نفسه - وهي حياة لا نعلم أمدها، ولكنها تحتوي على، "نغمة جديدة ستُعْزَف، ولون جديد سينكشف" مثلما وصفها الشاعر فيليب بريتس Philip Britts.

ومهما كانت ظروف الولادة صعبة، إلا أن نظرة مطمئنة واحدة من الطفل الرضيع كافية لتذكيرنا بمحبة الله وحنانه. فالطفل، إن كان ولدا أو بنتا، فهو يبدو وكأنه محاطا بهواء الجنة النقي. فليس لنا إلا أن نتعجب لمعجزة الولادة، وأيضا لحقيقة أن الله قد وهب نفسا جديدة أصيلة وفريدة.

ولكن الأسلوب المعاصر الذي ننظر فيه إلى الأمور والذي يتصف بالتوجهات التكنولوجية يمكن له أن يدمر بسرعة شعور التعجب هذا. فعلى سبيل المثال، يرى كثير من الناس الولادة على أنها مجرد عملية بيولوجية، والمولود الجديد ليس سوى "نتاج" الحمل. لكن، ألا يوجد للحياة شيء أفضل من هذا؟ نتذكر باستمرار دور الله سبحانه تعالى وفضل يديه في السرّ العجيب لولادة نفس جديدة لدى الأزواج الذين بلا أطفال، ففي كل مرة يسلمان أمرهما لله ويضعان أمنيتهما بين يديه يرزقهما الله بولد بصورة غير متوقعة بالرغم من أن الأطباء قد أبلغوهما بعقمهما. وتكتب دوروثي داي Dorothy Day (مؤسِّسة حركة العمال الكاثوليك) فتقول، "إن الناس تدهشهم حقيقة الخلق المذهلة حتى لو كانوا من أقسى الناس، وأقلهم حياء. وبغض النظر عن الأسلوب المزدري أو العابر للعالم في تعامله ‏مع ولادة طفل، فإنها تبقى من الناحية الروحية والمادية حدث عظيم".

من الضروري جدا أن نحافظ على موقف الإجلال والوقار للولادة حتى خلال قيامنا بتربية اولادنا. ومبدئيا، فإن أولادنا ليسوا ملكا لنا - فهم عطايا أوكلها الله إلينا مثل الأمانة. ولو آمنا فعلا بهذه الحقيقة لتلهف قلبنا على أن نربيهم نيابة عن الله سبحانه تعالى بكل غيرة وأمانة.

قبل زواجي كنت قد رأيت وحملت العديد من الأطفال. وفي كل مرة كانت لحظة متميزة. فما أروع رؤية الفرحة في عيون غيرك من الآباء والأمهات الجدد، أما رؤية قدوم طفل لك شخصيا كأب أو كأم فهو شيء مختلف تماما. فلا شيء قادر على إعدادك لتلك اللحظة التي ستحمل فيها طفلك الوليد بين يديك - حينما تدرك فجأة أن هذا هو طفلك، وهو لا ينتمي لأحد غيرك. وها هي مسؤولية تربية طفل ملقاة على عاتقك الآن.

وبعد الولادة، فمن الواجب أن يتم إرسال تهاني خاصة للأم. لأن الموضوع بسيط إذا نريد الحقّ، فالأم هي التي قامت بالعمل الشاق - فهي التي حملت الطفل في بطنها لأشهر طويلة، وتحملت عذاب آلام الولادة ومخاوفها. لكننا نحن الآباء وفي كثير من الأحيان لا نقدم التقدير الكافي لما يكابدن زوجاتنا ولما يتحمّلن من عناء.

فالأم تواجه خطرا على حياتها عند كل مرة تلد فيها طفلا. لقد كان الناس يقولون قبل سنوات إن المرأة أثناء الولادة تكون أحد قدميها في القبر، وهذا لا يزال صحيحا حتى اليوم، بالرغم من تأكيدات الأطباء على أن الولادة هي "عملية عادية". لذلك لو جرت الولادة بخير، لوجب تقديم صلاة خاصة لها، لنحمد الله ونشكره على حفظه لحياة كل من الأم والطفل. وأتذكر أنا شخصيا عندما وصل طفلنا الأول وأصبحنا نحن الثلاثة لوحدنا لأول مرة، أضَأنا شمعة وشكرنا الله - في وسط المستشفى، مع الممرضات والأطباء الذين ساعدونا.

 

هذه المقالة مقتطفة من كتاب «لماذا يهمنا الأطفال»

birth_listing
مساهمة من JohannChristophArnold يوهان كريستوف آرنولد

هناك الكثير من المقالات والكتب الإلكترونية المجانية بقلم يوهان كريستوف آرنولد عن الزواج المسيحي واِتِّباع المسيح والصلاة والبحث عن السلام.

اِقرأ المزيد
0 تعليقات