My Account Sign Out
My Account
creating_a_home_hero

تكوين بيت عائلي

بقلم يوهان كريستوف آرنولد Johann Christoph Arnold

19 أبريل. 2018

اللغات المتوفرة: español ، 한국어 ، English

2 تعليقات
2 تعليقات
2 تعليقات
    أرسل
  • Adham

    كلام مهم جدا. مفيد لكل اب وام، كيما يستثمروا في أولادهم ويزرعوا الثقة والمحبة الإلهية في أعماقهم وتفاصيل حياتهم.

  • قنوت لبابنه

    الأطفال نعمة وهبة من الله تعالى ..ويجب أن نكون على علم ومعرفة تامة كيف يمكننا أن نحافظ على هذه النعمة ؟؟وكيف نتعامل معها؟؟..الطفل يحتاج إلى ترسيخ المحبة في داخله..والإهتمام به ..ومتابعته واحترامه ..واحترام طفولته ..وإعطاء حقه من الوقت من قِبَل والديه..وحرص الأب والأم ..ماهو الشيء الذي يجب أن يُقدّم لهذا الطفل ..وأن يُزرع بداخله.. أيضاً..الإهتمام بكل شيء يخص هذا الطفل وبكل شيء يحبه والشيء الذي لا يرغبه..أيضاً..الإهتمام على زرع الوازع الديني بنفس هذا الطفل..وزرع الجرأة والشجاعة والإقدام في نفسه..وعدم إيجاد طفل ..مُتخاذل وكسول وخائف ..من كل شيء ..ويجب فهم هذا الطفل بأن منفعته ومضرته بيد الخالق وحده ..ولا شيء هناك في الكون يستحق الخوف منه في الكون كله سوى ((الله تعالى)) وحده.. وهذا ممّا يساعد الأب والأم ..على إيجاد طفل شجاع وجريء ومِقدام .. ولا يقبل دائماً..إلا أن يكون في المقدمة والطليعة..وأن يكون صاحب رسالة نبيلة وهدف نبيل ..الطفل مثل ..النبتة..إذا اهتممت بها وأسقيتها وراعيتها وتابعتها وزرعتها في بيئة صالحة ..أعطتك ..بالتأكيد..ثمرة صالحة ..بارك الله فيكم ..

وَمَنْ قَبِلَ بِاسْمِي وَلَداً صَغِيراً مِثْلَ هَذَا، فَقَدْ قَبِلَنِي. (متى 18: 5)

إن تكوين بيت عائلي حقيقي هي مسألة تختلف تماما عن مجرد إنجاب الأطفال. فمن أروع الأشياء التي يمكن للآباء القيام بها هو إعداد مكان حميم من الحب والأمان للأطفال. فسنعكس نحن الآباء من خلال بيت كهذا محبتنا لله ومحبتنا لأطفالنا. ويقول لنا يسوع المسيح أن كل من يقبل طفلا باسمه يقبل السيد المسيح بنفسه (متى 18: 5).

وللأسف، يفتقر الكثير من الآباء إلى الإحساس بما يعنيه هذا الكلام. فهم بكل بساطة ليس لديهم وقت يقضونه مع أولادهم: إنهم مشغولون جدا ولا يريدون أن يزعجهم الأولاد. ونرى قسما آخرا منهم غائبين نفسيا عن أولادهم حتى لو كانوا موجودين جسميا معهم. ويمكنك رؤية مثل هؤلاء الآباء والأمهات في ملاعب الأطفال على سبيل المثال وفي الحدائق العامة في جميع أنحاء أمريكا وأوروبا، فتراهم مشغولين بالتكلم وإرسال الرسائل النصية بهواتفهم المحمولة بينما يركض أطفالهم حولهم بصورة سائبة. فقد يكونون موجودين جسميا معهم لكن عقولهم في مكان آخر، مشغولة بالتخطيط لليوم التالي أو للساعة التالية، ومتابعة الأصدقاء والأخبار والعمل.

فليس بالإمكان تكوين بيت عائلي حقيقي إلا عندما يكون الآباء على استعداد لترك كل شيء بكامل الفرح في سبيل الأطفال الموجودين نصب عينيهم وأن يكونوا معهم من كل قلوبهم وعقولهم. وأما الذين يفعلون ذلك بمرارة وعلى كُرهٍ ومن دون تحمُّس فسيجنون ثمارا مرّة. لأن نمو وتطور نفسية الطفل يعتمدان على الحب والاهتمام اللذين يتلقاهما من أبويه؛ وأولئك الذين لا يحصلون على هذه الأشياء في بيوتهم سيتعثرون في العالم الواسع الذي يتحتم عليهم دخوله. فكل ما يحتاجون إليه في حياتهم من إرشاد وأمان ومحبة يجب أن يُعطى الآن. أما غدا فسيفوت الأوان.

إن الآباء والأمهات الذين يحبون أولادهم تراهم يقضون وقتا معهم بانتظام على قدر الإمكان - ويتواجدون معهم من أجل خدمتهم. فالفعاليات التي يمكن أن تقام في داخل البيت، مثل قراءة القصص بصوت مسموع، والمساعدة في ممارسة الهوايات، وتناول وجبات الطعام معا كأسرة (التي هي أهم من كل الفعاليات)، تعطي فرصا حيوية للتفاعل وتعمل على تنمية الشعور الحميم بانتماء أفراد الأسرة بعضهم إلى بعض. وكذا الحال مع الفعاليات خارج الدار وفي الهواء الطلق مثل لعب الكرة أو رحلات المشي الطويلة أو صيد السمك أو التوجه إلى مكان من أماكن التخييم سيرا على الأقدام حاملين عدة التخييم على الظهور. فجميع هذه النشاطات تقدم تجاربا إيجابية لن ينساها الأطفال أبدا عندما يكبرون ويتزوجون ويربون أطفالهم.

ومن الضروري جدا ألا نُفسِد تواجدنا معهم - وألا نُفسِد تواجدنا من أجل خدمتهم - عن طريق تقديم الهدايا لهم. فكم واحدٍ منا يعود الى البيت من رحلة عمل محملا بالهدايا لأطفالنا، ولكن ومع ذلك ليس لدينا وقت لمجرد الجلوس معهم، والاستماع إلى ما قد جرى في حياتهم! وكم طفلٍ يضع هذه الهدايا جانبا، ونفسيته غير مستقرة، وتراه ما يزال يبحث عن الحب الحقيقي! فالأولاد يتأثرون سلبيا بل يتضررون بواسطة حصولهم على لعب كثيرة جدا حتى لو كانوا أطفالا صغارا أو رضعا. لأننا عندما نملأ أسرّتهم وغرفهم بالحيوانات المحشوة وبالكتب وبغيرها من اللعب، فإننا بذلك نعرقل فيهم نمو كلا من شخصيتهم وذاتهم - كما سنعرقل نمو تثمينهم وتقديرهم للأشياء أيضا.

ثم إنّ الاحتفال بأعياد الميلاد وبالتخرج وبغيرها من المناسبات يعتبر جزءا مهما من الحياة الأسرية أيضا. وبصرف النظر عن كون هذه المناسبات مجرد أوقاتا سعيدة، لكن في وسعها أيضا أن تعمل على تربية الأطفال ومساعدتهم على النمو؛ وهي أوقات نشكر الله عليها وفي مقدورها أن تجعلهم يعرفون مقدار محبتنا وتقديرنا لهم. غير أن ما نضعه في قائمة أولويات حياتنا اليومية هو ما سيكون له الأثر الأكبر على أولادنا. فلا يمكن أبدا لأكبر حفلة باذخة أن تحل محل الأمان الذي يحس به الأولاد بين حين وآخر والاهتمام المقدم لهم من الوالدين بصورة منتظمة يوميا.

وسلامة الطفل الجسدية ليست أقل أهمية من الشعور بالأمان والاطمئنان النفسي. فالوالدين الذين يحبون أطفالهم سيسعون إلى إبعادهم عن المواقد الساخنة والمياه المفتوحة والنوافذ العالية والعربات المتحركة والأدوية السامة. وبالرغم من أنه غالبا ما يقال عن الوالدين المعاصرين أنهم يخطئون في هذا الموضوع ويختارون جانب الحماية المفرطة، إلا أن ذلك لا يجوز أبدا أن يستعمل كذريعة لإهمال الإشراف الصحيح على الأطفال الصغار.

ويتطلب الأمر في بعض الأحيان الحزم والقوة في سبيل خلق فرصة "للوقت العائلي"، وخصوصا عندما يلعب الأطفال في الهواء الطلق مع أصدقائهم، وأنت تأتي وتدعوهم ليدخلوا إلى البيت لتناول العشاء. فمن الطبيعي أن معظم الأطفال لا يفرحون بمثل هذا الانقطاع للعب، ولكن بمجرد ترسيخه كعادة مألوفة، نرى أن الأولاد سوف يتطلعون إليه.

فمن بين أحلى ذكرياتي في مرحلة الطفولة هي تلك الأمسيات التي كانت تجلس فيها أسرتنا عند عتبة الباب وهي تستمع إلى والدنا يقصّ علينا قصصا عن يسوع المسيح وعن الشهداء المسيحيين الأوائل وعن غيرهم من المؤمنين من رجال ونساء عبر التاريخ. فقد كنا نعيش في غابات باراغواي غير المأهولة، في أميركا الجنوبية، حيث لم يكن هناك كهرباء. وعندما كان الظلام يحلّ بصورة مفاجئة ومبكرة كما هو الحال في المناطق شبه الاستوائية، كنا نوقد الشموع ونستمر في جلوسنا على ضوء الشموع المتذبذب. ولم يكن بيتنا بعيدا كثيرا عن حافة الغابات المطرية، حيث كنا نسمع في كثير من الأحيان أصوات الحيوانات البرية عن بعد. وعندما كنا نخاف كنا نرنم معا، وكان والدانا يخبراننا عن الشجاعة التي تأتي من وجود علاقة شخصية مع الله. وأصبح هذا حقيقة واقعة بالنسبة لنا.

لكن مهما كانت الطريقة التي تختارها الأسرة لقضاء وقتها معا، فإن قضاء بضع دقائق عند سرير الأولاد قبل نومهم له دور حاسم دائما. ويحتاج الأطفال الأصغر سنا إلى الأمان الذي تقدمه قُبلة "تصبح على خير"، وإلى كلمة مطمئنة، وإلى صلاة قصيرة قبل أن يناموا. أما الأطفال الذين يخافون من الظلام أو من الوحدة - وخاصة أولئك الذين هم غير قادرين على التعبير عن مخاوفهم - فينبغي تذكيرهم بأن لديهم ملائكة حراس تحرسهم. ومع ذلك، فالأمان الحقيقي يعتمد على أكثر من مجرد كلمات مطمئنة. فالأطفال سيحظون بأعمق أمان روحي ونفسي عندما تتجسّد محبة والديهم بالأعمال - ليس عند مجيء وقت النوم فحسب بل أيضا يوم بيوم. وفيما يخص الحياة الأسرية تقول الأم تيريزا:

ينبغي لنا ألا نعتقد بأن محبتنا يجب عليها أن تكون أمرا غير عادي. ولكن يلزمنا بالتأكيد أن نحب من دون كلل. فكيف يضيء المصباح؟ إنه يضيء بفضل الدخول المستمر لقطرات صغيرة من الزيت. وهذه القطرات هي الأشياء الصغيرة في الحياة اليومية: مثل الاخلاص والوفاء وكلمات طيبة بسيطة والتفكير بأحوال الآخرين وأسلوبنا في الهدوء والنظر والتكلم والتصرف. فهي قطرات من المحبة الحقيقية التي تحافظ على توهج حياتنا وعلاقاتنا مثل اللهب الحقيقي.

هذه المقالة مقتطفة من كتاب «لماذا يهمنا الأطفال»

creating_a_home_listing
مساهمة من JohannChristophArnold يوهان كريستوف آرنولد

هناك الكثير من المقالات والكتب الإلكترونية المجانية بقلم يوهان كريستوف آرنولد عن الزواج المسيحي واِتِّباع المسيح والصلاة والبحث عن السلام.

اِقرأ المزيد
2 تعليقات